الحصيلة النهائية لانزلاق التربة في جنوب إندونيسيا تصل لـ20 قتيلاً
الحصيلة النهائية لانزلاق التربة في جنوب إندونيسيا تصل لـ20 قتيلاً
قتل 20 شخصا جراء انزلاق للتربة في وسط إندونيسيا بعد هطول أمطار غزيرة، وفق ما أعلنت السلطات، اليوم الثلاثاء، مع إنهائها عمليات البحث عن الضحايا.
وتسببت الأمطار في حصول انزلاق للتربة في قريتي تانا وتورايا في مقاطعة سولاويسي في جنوب البلاد، وفق وكالة أنباء "فرانس برس".
وأعلنت السلطات، الأحد، أن حصيلة القتلى بلغت 19 قتيلا مع مواصلة البحث عن شخصين مفقودين. وعثر على جثة امرأة في الثالثة والأربعين من العمر وطفلها البالغ 3 أعوام، لتنهي السلطات عمليات البحث، وتؤكد أن الحصيلة النهائية بلغت 20 قتيلا.
وأوضح مسؤول في هيئة إدارة الكوارث المحلية أن "فرق البحث والإنقاذ اكتشفت (الضحيتين) على مقربة إحداهما من الأخرى، كانتا والدة وابنها".
وأكدت السلطات أن الأمطار أدت إلى تآكل تربة المناطق السكنية الواقعة على منحدرات جبلية، ما تسبّب بحدوث انزلاقات تربة طمرت منازل.
وإندونيسيا عرضة لانزلاقات التربة خلال مواسم الأمطار وتفاقمت هذه المشكلة في بعض الأماكن بسبب قطع الأشجار، مع تسبب هطول أمطار غزيرة لفترة طويلة في فيضانات في بعض مناطق البلاد.
والشهر الماضي، تسببت فيضانات وانزلاقات تربة في جزيرة سومطرة في مقتل 30 شخصا على الأقل فيما لا يزال العشرات مفقودين.
وفي ديسمبر، جرفت انزلاقات تربة وفيضانات عشرات المنازل ودمرت فندقا قرب بحيرة توبا في سومطرة، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".